التسويق الرياضي مرآة طريقك للمستقبل


 

من فينا لا تحيط به الرياضة عن قرب، أو حتى تثير إعجابه الشديد بشكل شخصي، هل تلحظ مدى الاهتمام البالغ من قبل الأشخاص من حولك بعالم الرياضة ! فسمعت مرارًا هتافًا قويًا لهدفٍ أحرزه الفريق المفضل لأحدهم، ثم صادفت آخر يرتدي سُترة برقم اللاعب المفضل، ثم كنت بمكانٍ ودون أي تدخل منك سمعت نقاش حاد عن أفضلية فريق أو مدرب على آخر، فكر قليلًا بالمواقف اليومية ستجد أن الحياة بأكملها تضعنا بأدق التفاصيل الرياضية، فهل لُفت انتباهك الآن لأهمية هذا العالم؟

 

"جماهيرُ الرياضة حولك"

إننا في المجتمع العربي والشرق أوسطي نمتلك نسبة كبيرة من المهتمين بالرياضة بل والمولعين بها، نمتلك المواهب الرياضية، ونمتلك في عدد من الدول الإمكانيات اللازمة للتطوير، نمتلك مدربين أقوياء، وبدأنا نمتلك تجاربَ مجدية في الأحداث الرياضية الكبرى، لكن قد نكون ضللنا الطريق في التطلع إلى حاجة السوق وإلى الخطط التسويقية الرياضية،  والأهم الأفكار الاستثمارية التي من شأنها العلو بقيمة الرياضة العربية والمستقبل الرياضي العربي، نحنُ بحاجة لفهمٍ علمي عميق و تطبيقي لمفهوم التسويق الرياضي لأن الجماهير الرياضية حولنا بكثرة، والحاجة موجودة، والذكي هو من يستطيع التفكير بمشاريع تلبي الاحتياج بطريقة إبداعية.

 

" الرياضة كصناعة "

في السنوات الأخيرة تحولت الرياضة من فكرتها التقليدية  إلى مجال مهم ويستثمر فيه بشكل كبير، وأصبحت الشركات حول العالم تخصص نصيب جيد للتسويق الرياضي من ميزانياتها العامة، وذلك  لأن الرياضة  تدخل في إطار الدورة الاقتصادية سواء باعتبارها  منتجا أو شريكا للإنتاج أو كقيمة مضافة، وزاد الاهتمام بالتوجهات الحديثة في مجال الإدارة الرياضية بصورة عامة، والتوجهات الحديثة في التسويق الرياضي والرعاية الرياضية والاقتصاد الرياضي بصورة خاصة بسبب ازدياد الحاجة لخلق موارد تمويل وكفاية مالية ومادية في الرياضة ، ليس ذلك فقط بل أن أهمية التسويق الرياضي تتسع وتصبح أكثر معنويةً، فالتسويق يسعى للارتقاء بمستوى الأنشطة الرياضية ومجالات التربية البدنية والرياضية، والتدريب والإدارة والترويج وجذب اهتمام الجمهور نحو ممارسة الرياضة مع توضيح قيمتها للإنسان، وتعزيزها وتدعيمها إلى أن تصبح أسلوب حياة.

 

" السوق لك"

الآن أصبح بإمكانك استيعاب مدى التحول الحاصل في العالم الرياضي، وهذا  هو العامل الأساسي لعملية التسويق الرياضي والرعاية الرياضية والتي أدت إلى التركيز على السوق الرياضي كسوق تجاري كبير، فمع ازدياد قيمة التعاقدات للاعبين والمدربين، وتطوير الملاعب والمنشآت حول العالم بشكل أكثر حداثة لمقابلة احتياجات ورغبات المشاهدين والمتابعين والمهتمين بالرياضة زاد الاهتمام بهذه الجوانب لتقديم الحلول التي تتناسب مع احتياجات هذا السوق التجاري الجديد، لذا عليك الاستمرار بالنظر إلى الأمام، إلى المستقبل حيث الفرص بين يديك، تنبأ القادم وقم بدراسة احتياج السوق والمهتمين والعملاء، والموارد المتوفرة بين يديك، و ابدأ بالتفكير بالحلول و ابدأ بالابتكار.

" عالمُ فهم الفرص "

 إن التسويق الرياضي هو عملية تبادل المنفعة أو المصلحة بين المستثمرين في المؤسسات الرياضية وتوفير احتياجات المستفيدين من الأنشطة الرياضية أو المنتج الرياضي لتحقيق العائد المادي للمساهمة في الارتقاء والنهوض بهذه المجالات، وإن أكثر ما يحقق لك المنفعة المرجوة من عملية التسويق هو الاهتمام بالجمهور الرياضي المستهدف بالنسبة لك وبناء قاعدة بيانات ضخمة ودقيقة ومدروسة عن سلوكهم وتوجههم واهتمامهم، ليس ذلك فقط بل التعمق ودراسة المتغيرات  التي تؤثر على سلوك المستهلك مثل: الاتجاه نحو شراء منتج رياضي معين أو تكرار عملية الشراء، إن دراسة سلوك المستهلك عالمٌ لفهم الفرص، لا بد أن تعيش بداخله لتنجح.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

buttons=(Accept !) days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !